وسط تجاهل دولي.. تصاعد جرائم المستوطنين بالضفة الغربية خلال أكتوبر
وسط تجاهل دولي.. تصاعد جرائم المستوطنين بالضفة الغربية خلال أكتوبر
كشف مصدر أمني إسرائيلي، اليوم الأحد، عن ارتفاع غير مسبوق في جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة خلال شهر أكتوبر الماضي، في وقتٍ تتواصل فيه الاعتداءات اليومية من الجيش والمستوطنين بدعم رسمي إسرائيلي، وسط انفلاتٍ أمني متزايد وتجاهل دولي متواصل لمعاناة الفلسطينيين.
وأوضح المصدر الأمني الإسرائيلي، بحسب ما نقلته هيئة البث العبرية الرسمية، أن عدد الجرائم التي ارتكبها المستوطنون بلغ 97 حادثة خلال أكتوبر المنصرم، مقارنة بـ60 حادثة فقط في الشهر ذاته من عام 2024، مؤكداً أن العنف ضد الفلسطينيين بات "ظاهرة مقلقة تتزايد مع مرور الوقت".
وأضاف المصدر أن "حوادث العنف التي يرتكبها مثيرو الشغب اليهود ضد الفلسطينيين في مناطق يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) تصاعدت بشكل كبير، لا سيما خلال موسم قطف الزيتون"، مشيراً إلى أن ما يحدث يمكن وصفه فقط بأنه إرهاب قومي منظم.
وحذر من أن هذه الاعتداءات تدفع الفلسطينيين إلى الرد بالمثل، قائلاً: "لا شك أن هذه الجرائم تدفع أفراداً فلسطينيين غير منخرطين في الإرهاب إلى الرد عليه، وهو ما يهدد بموجة تصعيد جديدة في المنطقة".
تفاصيل الجرائم في أكتوبر
أشار المصدر الأمني الإسرائيلي إلى أن الشهر الماضي شهد 21 حادثة احتكاك مباشر بين المستوطنين والفلسطينيين، إضافة إلى 46 عملية رشق بالحجارة، و11 اعتداءً جسدياً، و14 حادثة حرق متعمد، وخمس عمليات تخريب ممتلكات.
وتُظهر هذه الأرقام تصاعداً نوعياً في العنف المنظم، إذ بات المستوطنون ينفذون اعتداءاتهم تحت حماية الجيش، بينما تُغلق الملفات القانونية ضدهم في أغلب الأحيان دون محاسبة، مما يعزز شعوراً بالفوضى والتمييز القانوني في الأراضي المحتلة.
وأكدت منظمة البيدر الحقوقية في بيان لها، أن ثمانية فلسطينيين أصيبوا صباح الأحد إثر اعتداء مجموعات من المستوطنين عليهم بالحجارة والعصي في تجمع عرب العراعرة شمال القدس، وقرية أم الخير جنوب الخليل.
وأوضحت مصادر محلية أن الاعتداءات تمت بحماية الجيش الإسرائيلي، الذي منع سيارات الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى بعض الجرحى، في مشهد يتكرر يومياً ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
الضفة في قلب التصعيد
تأتي هذه الاعتداءات في ظل موجة تصعيد واسعة تشنها إسرائيل على الضفة الغربية، تزامناً مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في 8 أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 1069 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين في الضفة، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني، بينهم 1600 طفل، وفق بيانات منظمات حقوقية.
وفي المقابل، تواصل الحرب في غزة حصد الأرواح بعد مرور عامين على اندلاعها، حيث بلغ عدد الشهداء 69,169 فلسطينياً، بينما أصيب 170,685 آخرون، معظمهم من النساء والأطفال، وسط دمار طال 90% من البنى التحتية المدنية، وتقديرات أممية تشير إلى أن تكلفة إعادة الإعمار ستتجاوز 70 مليار دولار.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسري منذ 10 أكتوبر الماضي بين حركة "حماس" وإسرائيل، فإن الأخيرة تواصل خرق الاتفاق يومياً عبر الاعتقالات والاغتيالات والتوغلات العسكرية، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى الفلسطينيين، إلى جانب منع إدخال المواد الغذائية والطبية إلى القطاع.
ويحذر مراقبون من أن استمرار الإفلات من العقاب لجرائم المستوطنين في الضفة، وتواطؤ الجيش الإسرائيلي معهم، قد يؤدي إلى انفجار جديد للأوضاع في الأراضي المحتلة، في ظل غياب أي أفق سياسي أو إنساني لإنهاء المأساة الفلسطينية المستمرة منذ عقود.










